Minggu, 24 Agustus 2014

الاختلاط

=الاختلاط
الخطبة الأولى

 الحمد لله وفق من شاء لعبادته أحمده سبحانه وأشكره وأسأله الفوز بدار كرامته ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله خير من صلى وصام وقام بطاعته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا .
أما بعد ...
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله فإن من اتقاه وقاه ومن أقرضه جزاه ومن شكره زاده .
قال تعالى  : (( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيما )) . موقف القرآن الكريم من اختلاط الرجال بالنساء ترسمه هذه الآية وغيرها .
منهج قرآني يبين ضوابط أمنية ويحدد أسباب السلامة حفظاً لكيان الأسرة المسلمة وسلامة أنسابها وطهارة قلوب الرجال والنساء من الفتنة والانحراف .
أمر الله سبحانه وتعالى النساء بإدناء الجلابيب وغض البصر وحرم الاختلاط بين الرجال والنساء ؛ كل ذلك سداً للذريعة وحسماً للوسائل المؤدية إلى الفساد وظهور الفواحش .
الاختلاط قضية قديمة تتجدد في هذا العصر ، حيث يقف المروجون له بالمرصاد لخيرية أمة الإسلام ويحسدونها على ما كرمها الله وفضلها به على سائر الأمم .
إن دعاة الاختلاط لا يهمهم صيانة الأعراض ، ولا يفهمون معنى للشرف والعرض ، إنما هي في نظرهم كلمات فقدت معانيها القديمة المتزمتة ، ووأدتها الحضارة والانطلاق من القيود المتحجرة .. زعموا !!
أصوات شاذة تدعي أن الاختلاط يساعد على إقامة علاقة نظيفة وأنه ضرورة نفسية واجتماعية واقتصادية ، وبه يرشد الإنفاق ، ونقول لهؤلاء جميعاً : اسألوا الحضارة الغربية المتهالكة ماذا جنته من الاختلاط؟! ستجيبكم بالإحصاءات المذهلة والأرقام المفجعة عن نسبة الحوامل من الزنا وألوف الأطفال الذين ولدوا بطرق غير شرعية ناهيك عن حالات الإجهاض ونسبة جرائم الخطف والاغتصاب مع انحطاط خلقي وآثار مدمرة في الاجتماع والاقتصاد تنذر بانهيار المجتمعات مع كثرة العوانس ، ذلك أن وجود السبل الميسرة لقضاء الوطر ، صرفتهم عن تبعات الزواج وتكاليفه .. زعموا !! .
يدعي بعضهم أن الاختلاط يكسر الشهوة ويهذب الغريزة ويقي من الكبت والعقد النفسية وواقع الحال في البلاد الإباحية يكذب ذلك وينقضه فلم يزدد الناس إلا سعاراً بهيمياً وهتكاً للأعراض وتوقداً للشهوة لا يرتوي ولا يهدأ ، وينتهي إلى شذوذ لا يقيده قيد ولا يقف عند حد .
هاهي الغرائز قد أطلقت فلم تزد النفوس إلا تعقيداً ولم تزد الأعصاب إلا توتراً ، مع انتشار الأمراض الفتاكة وأصبح القلق النفسي هو مرض العصر هناك .
كيف نلقي إنساناً وسط أمواج متلاطمة ثم نطلب منه أن يحافظ على ثوبه من البلل .. ؟! كيف نلقي إنساناً وسط نيران متوقدة ثم نطلب منه أن يحافظ على جسمه من الاحتراق .. ؟!
إن عقلاء البلاد الإباحية التي جربت الاختلاط وذاقت ويلاته .. وقاست مساوئه .. ينادون بقوة إلى منع اختلاط الرجال بالنساء في بلادهم بعد أن أحسوا بالخطر الداهم .. وأعلنوها صريحة مدوية، بعد طول عناء أن التعليم غير المختلط أفضل بكثير من التعليم المختلط .
لم يؤد الاختلاط إلى تصريف نظيف إنما أدى إلى بهيمية كاملة ، لم تؤد التجربة إلى تماسك البيوت ولا استقرار ولا ثبات وإنما أدى إلى تفكك دائم .. وطلاق متزايد .. وجوع مستمر .
الاختلاط متعة مغرية تجعل الشباب لا يفكر بالزواج وتفقد المتزوج رابط الزوجية وقد يتفارقان إلى أخدان وخليلات ، إنه عامل هدم فعال لحياة الأسرة ، ومنغص لاستقرارها ؛ لأنه في المجتمع المختلط لن يقنع أحد بما رزقه الله وتكثر الشكوك والغيرة بين الأزواج .. كما تكثر الخيانات الزوجية .
ومن الأسباب البينة التي أدت إلى فتنة امرأة العزيز بيوسف عليه السلام الاختلاط التي أضرم كوامن الغريزة فيأبى يوسف عليه السلام خوفاً من الله العليم الخبير .
الاختلاط من أكبر الأسباب الميسرة للفاحشة وارتكاب جريمة الزنا فهو يحرك في النفس نوازع الشر ويشعل نار الشهوات الجامحة ويولد الإغراء والإغواء .
الاختلاط يصرف شباب الأمة عن المعالي ويؤدي إلى اضمحلال قواهم ويوقعهم فريسة الشهوات البهيمية ويحول المجتمع إلى لهو وعبث ومجون وخلاعة وهذا يورد المجتمع موارد الهلاك .
للاختلاط المحرم في المجتمعات صور منها : اختلاط البنات مع ابن العم أو ابن العمة وابن الخال مع ابن الخالة ، خلو خطيب الفتاة بها وخروجه معها وحديثه ، وذلك قبل العقد ، بحجة التعارف ومدارسة بعضهم بعضاً، اختلاط النساء بالرجال الأجانب عموماً بحجة أن القلوب بيضاء ، اختلاط الطالبات بالطلاب في صفوف الدراسة بالجامعات والمعاهد والمدارس ، كما في بعض المجتمعات ، استقبال المرأة أقارب زوجها الأجانب ، أو أصدقائه في حالة غيابه ومجالستهم والكلام معهم ، كما في بعض المجتمعات ، خلوة المدرسين الخصوصيين بالطالبات بحجة التدريس ، اختلاط النساء بالرجال في المعامل والصيدليات والمستشفيات والمكاتب بدعوى ضرورة ذلك في العمل ، خلو الطبيب بالمريضة من غير محرم لها ، ما يسمى بالجلسات العائلية والتي يختلط فيها الرجال بالنساء وما يحدث فيها من تبادل الحديث.
جاءت أحاديث صحيحة صريحة في تحريم الأسباب المفضية إلى الاختلاط وهتك سنة المباعدة بين الرجال والنساء ومنها تحريم الدخول على الأجنبية والخلوة بها ... وتحريم سفر المرأة بلا محرم ...، وتحريم النظر العمد من أي منهما إلى الآخر .. ، وتحريم دخول الرجال على النساء .. ، وتحريم مس الرجل بدن الأجنبية حتى المصافحة للسلام .. ، وتحريم تشبه أحدهما بالآخر .
ومن قواعد الشرع المطهر أن الله إذا حرم شيئاً حرم الأسباب والطرق والوسائل المفضية إليه تحقيقاً لتحريمه ومنعاً من القرب من حماه ، قال الله عز وجل : (( ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً )) ، يقول أحد العلماء : (( والنهي عن قربان الزنى أبلغ من النهي عن مجرد فعله ؛ لأن ذلك يشمل النهي عن جميع مقدماته ودواعيه ؛ فإن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه )) . يقول ابن القيم _ رحمه الله _ : (( واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنى )) .
إن من حرص الشارع على التباعد بين الرجال والنساء وعدم الاختلاط بينهم : أن رغب في ذلك حتى في أماكن العبادة كالصلاة التي يشعر المصلي فيها بأنه بين يدي ربه بعيداً عما يتعلق بالدنيا ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (( خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا )) رواه مسلم ، وما ذاك إلا لقرب أول صفوف النساء من الرجال فكان شر الصفوف ، ولبعد آخر صفوف النساء من الرجال فكان خير الصفوف ، قال النووي              _ رحمه الله _ : (( وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن عن مخالطة الرجال وذم أول صفوفهن لعكس ذلك )) .
وعندما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد فرأى اختلاط الرجال بالنساء في الطريق قال  لِلنِّسَاءِ: (( اسْتَأْخِرْنَ فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ )) . فَكَانَتْ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ رواه أبو داود .  وعلى هذا سارت نساء المسلمين ، لا عهد لهن بالاختلاط بالرجال . وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صلاتها في بيتها خير من صلاتها في مسجدها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لَا تَمْنَعُوا النِّسَاءَ أَنْ يَخْرُجْنَ إِلَى الْمَسَاجِدِ وَبُيُوتُهُنَّ       خَيْرٌ لَهُن )) أخرجه أحمد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما .

بارك الله لي ولكم في القرآن ...



الخطبة الثانية


الحمد لله حمد الشاكرين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصابرين ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله إمام المتقين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين .
أما بعد ...
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله .
ومن حرص الشارع على عدم الاختلاط منع المرأة إذا خرجت للمسجد أن تتطيب له ،    فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بَخُورًا فَلَا تَشْهَدْ مَعَنَا الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ )) رواه مسلم .
ولما رأت عائشة رضي الله عنها التغير الذي حدث في أحوال النساء بعد عصر النبوة ، قالت :  (( لَوْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى مَا أَحْدَثَ النِّسَاءُ لَمَنَعَهُنَّ الْمَسْجِدَ كَمَا مُنِعَتْ نِسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ))  رواه مسلم .
وهذا في زمن عائشة رضي الله عنها ، وعهد النبوة قريب ، فكيف بهذا الزمن ؟! الذي كثر فيه الفساد ، وظهر فيه التبرج وشاع فيه السفور ، وقل فيه الورع ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .
يقول ابن القيم رحمه الله : (( ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر ، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة ¡ كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة ، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا ، وهو من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة، ولما اختلط البغايا بعسكر موسى وفشت فيهم الفاحشة أرسل الله عليهم الطاعون فمات منهم في يـوم
واحد سبعون ألفاً )) .
ألا وصلوا  عباد الله على رسول الهدى  ....






Tidak ada komentar: